22.03.2023
23 مارس 2023، يوم عالمي للأرصاد الجوية .

تحتفل المديرية العامة للأرصاد الجوية كباقي أعضاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم 23 مارس من كل سنة، باليوم العالمي للأرصاد الجوية. وقد اختارت المنظمة شعار هذه السنة «مستقبل الطقس والمناخ والماء عبر الأجيال» لتسليط الضوء على الإنجازات الماضية والتقدم الحالي والإمكانات المستقبلية – بدءا من أجهزة التلغراف والبرقيات المستعملة لأغراض التنبؤات الخاصة في أواخر القرن التاسع عشر إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة وتكنولوجيا الفضاء الحالية.

ويعتبر اليوم العالمي للأرصاد الجوية لهذه السنة مناسبة خاصة لكونها تصادف الذكرى السنوية الخمسين بعد المائة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي انبثقت عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية. فعلى مدار المائة والخمسين عاماً الماضية، قامت مرافق الأرصاد الجوية بتجميع وتوحيد البيانات الرصدية التي تدعم تنبؤات الطقس والمناخ. ويعد تاريخ تبادل هذه البيانات الرصدية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مثالا ناجحا للتعاون العلمي الدولي.

يعتبر تغيّر المناخ من أكبر التحديات التي تواجهها البشرية في العصر الحديث، فقد أصبح متوسط درجة الحرارة العالمية أعلى بأكثر من 1.1 درجة مئوية مما كان عليه قبل 150 عاما، وأصبح الطقس أكثر تطرفا ومعدل التغير يتسارع. بمقابل ذلك فإن التقدم السريع في العلوم والتكنولوجيا قد أدى بشكل كبير إلى تحسين دقة التنبؤات الجوية والإنذارات المبكرة التي تلعب دورا كبيرا في إنقاذ الأرواح والممتلكات.

هذه التطورات مكنت من تحسين مدى التوقعات تعادل يوما واحدا كل عقد من الزمن. في المغرب، يعد اليوم العالمي للأرصاد الجوية فرصة لإلقاء الضوء على الدور الذي تقوم به المديرية العامة للأرصاد الجوية ومساهمتها في حماية الأشخاص والممتلكات.

ويعتبر أيضًا فرصة للتذكير بتاريخ تطورها عبر الأجيال. فبعد 62 عامًا من إنشائها سنة 1961، قطعت المديرية العامة للأرصاد الجوية خطوات أساسية في تطورها نحو خدمات رصدية رفيعة المستوى للقيام بالمهام المتعددة الموكلة إليها في خدمة المواطنين وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة لصالح مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ببلدنا.

وهكذا تم إنجاز تقدم كبير في مجالات التنبؤ بالطقس والرصد مع توفير تنبؤات عالية الدقة بشكل متزايد ومنتجات تتكيف مع احتياجات العملاء من حيث التنبؤات والإنذارات الجوية، إذ انتقل مدى التوقعات الرصدية من 5 أيام في الثمانينيات، إلى 10 أيام حاليا.

في مجال الأبحاث الرصدية والمناخية، مكنت البرامج المختلفة من تحقيق تقدم ملحوظ في التنبؤ بالطقس والمناخ من خلال تعزيز القدرات الحسابية ووسائل الاتصالات ومعالجة المعطيات، وتطوير النماذج العددية، الأمر الذي أدى الى تحسين الدقة المكانية للتنبؤات من 16 كم في التسعينيات إلى 1.3 كم اليوم.

وعلى الصعيد الدولي، تحظى المديرية العامة للأرصاد الجوية بدور هام في برامج المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والهيئات الدولية في مجال الطقس والمناخ.

وتجدر الإشارة أنه على المستوى القاري، تقدم المديرية، بصفتها مركزا عالميا لأنظمة المعلومات، المساعدة الفنية لـ 37 دولة أفريقية وتوفر الدعم لـ 14 دولة أفريقية من خلال استضافة المركز الإقليمي لنظام الرصد العالمي المتكامل.

كما توفر المساعدة الفنية للبلدان الأفريقية الأخرى بصفتها مركزا إقليميا لأدوات القياس ومركزا إقليميا للمناخ. وفي مواجهة التحديات المستقبلية، تستند المديرية العامة للأرصاد الجوية على موارد بشرية عالية التأهيل وعلى تعبئة معدات هامة ومتطورة، من حيث الرصد ووسائل الاتصالات ومعالجة المعطيات وكذا على التعاون المستمر مع مختلف شركائها وبالتالي فإن المديرية تلتـزم بتعزيـــز فعاليتهـــا مـــن خـــلال رؤية جديدة للسنوات العشر القادمة ترتكز على توقعات استباقية لحماية الأرواح والممتلكات وتحسين رفاهية المواطن والمساهمة في التنميــة الاجتماعية والاقتصادية للمملكــــة، وذلك باستخدام معرفتها وخبرتها في مجال الطقس والمناخ من أجل دعم مغرب على استعداد كامل لمواجهة مخاطر الطقس والمناخ، وجاهز للانخراط في التنمية المستدامة.